منتدى الرأى الاخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الرأى الاخر

سبحان الله وبحمده سبحان ربى العظيم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» تفسير سورة الشمس
خطبة الوداع Emptyالأربعاء مايو 22, 2013 9:59 pm من طرف رامى محمد

» اعتذر منك يا قلبى
خطبة الوداع Emptyالسبت يناير 28, 2012 4:59 pm من طرف احمد المصرى

» رسالة اليك رسالة الي حبيبي
خطبة الوداع Emptyالأربعاء نوفمبر 23, 2011 6:56 pm من طرف زهرة العروبه

» قصة حصلت لولي في الحبشة بعد دفنه
خطبة الوداع Emptyالثلاثاء يونيو 14, 2011 1:53 am من طرف رامى محمد

» دعاء اذا قراته تمسك بيد الرسول يوم القيامه ويكون وجهك مثل القمر
خطبة الوداع Emptyالثلاثاء يونيو 14, 2011 1:50 am من طرف رامى محمد

» تفسير سوره الشرح
خطبة الوداع Emptyالثلاثاء يونيو 14, 2011 1:47 am من طرف رامى محمد

» تفسير سوره القدر
خطبة الوداع Emptyالثلاثاء يونيو 14, 2011 1:45 am من طرف رامى محمد

» قصة جميلة ياريت تقرؤوها
خطبة الوداع Emptyالأحد يونيو 12, 2011 6:53 am من طرف محمد السباعى

»  المطلقة و المجتمع
خطبة الوداع Emptyالأحد يونيو 12, 2011 6:51 am من طرف محمد السباعى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
رامى محمد
خطبة الوداع I_vote_rcapخطبة الوداع I_voting_barخطبة الوداع I_vote_lcap 
وردة الربيع
خطبة الوداع I_vote_rcapخطبة الوداع I_voting_barخطبة الوداع I_vote_lcap 
دالي مروان
خطبة الوداع I_vote_rcapخطبة الوداع I_voting_barخطبة الوداع I_vote_lcap 
زهرة العروبه
خطبة الوداع I_vote_rcapخطبة الوداع I_voting_barخطبة الوداع I_vote_lcap 
ابوالعربى
خطبة الوداع I_vote_rcapخطبة الوداع I_voting_barخطبة الوداع I_vote_lcap 
هدى الجندوبى
خطبة الوداع I_vote_rcapخطبة الوداع I_voting_barخطبة الوداع I_vote_lcap 
محمد السباعى
خطبة الوداع I_vote_rcapخطبة الوداع I_voting_barخطبة الوداع I_vote_lcap 
ندى الشرق
خطبة الوداع I_vote_rcapخطبة الوداع I_voting_barخطبة الوداع I_vote_lcap 
salma
خطبة الوداع I_vote_rcapخطبة الوداع I_voting_barخطبة الوداع I_vote_lcap 
عبده نوح
خطبة الوداع I_vote_rcapخطبة الوداع I_voting_barخطبة الوداع I_vote_lcap 
المواضيع الأكثر نشاطاً
قلمي رفيق قلبي
اسماء الصحابة
خ ـــوآص ســـورة يـــس
الهما هيغلبونا الهما ولا الحكومه
فضل قراءة سورة الإخلاص
خواطر سورة التكاثر
من لنا سواكِ يا أمي
الموضوع هو كنز لا يقدر بثمن
دعاء مستحب
دعاء صغير لكن معناه كبير
التبادل الاعلاني

منتدى الاخوه


 

 خطبة الوداع

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رامى محمد
المديرون
المديرون



عدد المساهمات : 240
تاريخ التسجيل : 19/04/2011
العمر : 40

خطبة الوداع Empty
مُساهمةموضوع: خطبة الوداع   خطبة الوداع Emptyالخميس يونيو 02, 2011 7:22 pm

خطبة الوداع .. قراءة حقوقية (1 من 2)

نسكو/ الاقتصادية الالكترونية/ بقلم المحامي /محمد بن سعود الجذلاني
في مثل هذه الأيام من السنة العاشرة للهجرة النبوية، قاد الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ قوافل الحجيج، الذين قدموا من كل مكان ليفوزوا بحجة مع نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيهتدوا بهديه ويقتدوا بنسكه، وكانت كل المؤشرات والدلائل في تلك الحجة تشير إلى قرب أجل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها نزول قول الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، حيث نزلت في يوم عرفة. وقد روي أن عمر - رضي الله عنه - لما سمعها بكى وقال: ليس بعد التمام إلا النقصان.

وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد كرر أكثر من مرة في تلك الحجة كلمات تدل على توديعه أمته ووصيته لهم ويشهدهم على أنه بلَّغهم البلاغ المبين وأقام عليهم الحجة فيسألهم: ألا هل بلغت؟ فيقولون جميعاً: اللهم نعم. فيقول: اللهم فاشهد.

وفي هذه الأجواء العظيمة التي اجتمع فيها شرف الزمان وشرف المكان وشرف العبادة. وبأسلوب وداعي مؤثر حزين، ألقى رسول الله - عليه الصلاة والسلام- خطبته العظيمة المشهورة (خطبة الوداع) التي جمع فيها خلاصة ما اشتملت عليه دعوته من توحيد الله وطاعته وبيان ما للناس على بعضهم من حقوق وواجبات، بما يمكن وصفه بأنه دستور حكم ونظام حياة.

هذه الخطبة الجليلة التي ما زال صداها يرن في عمق التاريخ، التي لو تمثلتها أمة الإسلام اليوم لما كانت على ما هي عليه اليوم من انحطاط وتخلف وضياع حقوق.

أدهشتْ هذه الخطبة دعاة حقوق الإنسان من غير المسلمين، لأنهم وجدوا فيها سبقاً إسلامياً إلى تقرير مبادئ حقوق الإنسان قبل قرون طويلة من التفاتهم إليها ودعوتهم لها. كما أن تميزها ليس بالسبق فقط، وإنما بكونها ربانية المصدر، تعتمد على إيقاظ الضمائر المؤمنة في نفوس المؤمنين ليمتثلوا هذه الأحكام بقناعة وخوف من الله ورجاء ثوابه سبحانه. امتلأت هذه الخطبة العظيمة بعديد من المبادئ القانونية والحقوقية التي أحاول في إيجاز شديد استقراءها والتنبيه إليها، مع التأكيد مسبقاً على أن مثل هذا العمل يحتاج إلى بحوث واسعة من ذوي الاختصاص لكشف أسرار هذه الخطبة، واستنباط أحكامها. وقبل الشروع في المقصود, أحب التنبيه إلى أن خطبة الوداع التي ألقاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لم تكن في الأصل خطبة واحدة، وإنما هي عدة خطب ألقاها في أيام متفرقة من أيام حجته الشريفة -عليه الصلاة والسلام-، وقد وردت بها روايات عديدة تتضمن بعضها زيادة على بعض وهذه الخطب ثلاث: (الأولى يوم عرفة في عرفة والثانية يوم النحر في منى والثالثة أوسط أيام التشريق في منى).

ونظراً لكثرة الروايات التي وردت بها هذه الخطب النبوية الشريفة والتي لا يتسع المقام لاستقصائها وجمعها، فإني أقتصر على أبرزها مما كان أكثر شمولاً، وقد حرصت على إيراد نصوصها تيمناً باللفظ النبوي الشريف وحرصاً على الاستنباط من نص حاضر أمام عين القارئ الكريم.

نص الخطبة الشريفة:

قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أيها الناس: اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا, أيها الناس: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها. ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، وربا الجاهلية موضوع، وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وأول دم أبدأ به دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن مآثر الجاه موضوعة غير السدانة والسقاية، والعمد قود, وشبه العمد ما قتل بالعصى والحجر، وفيه 100 بعير فمن زاد فهو من أهل الجاهلية. أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرونه من أعمالكم، أيها الناس: إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله 12 شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب الذي بين جمادى وشعبان، ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد. أيها الناس: إن لكم على نسائكم حقا، ولهن عليكم حق: لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم غيركم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، فإن فعلن فإن الله أذن لكم أن تعظوهن، وتهجروهن في المضاجع، وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عوان عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهن خيرا، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد. أيها الناس: إنما المؤمنون إخوة، ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه، ألا هل بلغت ؟ اللهم اشهد. فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا: كتاب الله وسنة نبيه. أيها الناس: إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد. أيها الناس: إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، وإنه لا وصية لوارث، ولا تجوز وصية في أكثر من ثلث. والولد للفراش، وللعاهر الحجر، ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويقلبها على الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد، والسلام عليكم ورحمة الله.

ومن الروايات الواردة في هذه الخطبة: حديث سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في حجة الوداع للناس: ''أي يوم هذا؟ قالوا: يوم الحج الأكبر، قال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ألا لا يجني جان على ولده ولا مولود على والده، ألا وإن الشيطان قد أيس من أن يُعبد في بلادكم هذه أبداً، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم، فسيرضى به''.

وأتت بعض الروايات بطاعة ولي الأمر في غير معصية.

ففي صحيح مسلم بسنده عن أم الحصين قالت:'' حججت مع رسول الله حجة الوداع، فرأيت أسامة وبلالا أحدهما آخذ بخطام ناقة رسول الله، والآخر رافع ثوبه يستره من الحر، حتى رمى جمرة العقبة. قالت: فقال رسول الله قولا كثيرًا، ثم سمعته يقول: ''إن أُمِّرَ عليكم عبد مجدع – حسبتها قالت أسود – يقودكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأطيعوا''.



المبادئ القانونية في خطبة الوداع:

أولاً: تقرير المساواة: التي تقوم على إلغاء أي أساس للتفريق بين الناس لاعتبارات اللغة أو القبيلة أو العرق أو المال والجاه، وأن أساس التفاضل المعتبر في الإسلام هو بمقدار الإيمان بالله وتقواه، وقد أكد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا المبدأ بقوله وفعله ؛ أما قوله فحين قال: ''أيها الناس: إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى''. وأما فعله فحين كان واقفاً هذا الموقف العظيم أمام قبائل العرب ومعه اثنان من الموالي أحدهما آخذ بخطام ناقته وهو بلال الحبشي، والآخر رافع ثوبه يستره من الحر وهو أسامة بن زيد. ليكونا من أقرب الناس إليه في هذا المقام الشريف ومن حوله سادات العرب. وقبل ذلك فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلن هذا المبدأ في جمع عظيم يضم عشرات الآلاف من الحجاج الذين توحدوا في مظهر واحد لا يتميز بعضهم عن بعض إلا بما في قلوبهم من تقوى الله.

ثانيا: تعظيم الحرمات الثلاث الأساسية (الإنسان – الزمان – المكان). المقصد الأساسي لتعظيم هذه الحرمات وتحديدها هو تضييق مساحة الظلم والعدوان بين الناس إلى أضيق حدودها عبر وازع الإيمان والتقوى أولاً، ثم عبر تشريع العقوبات الزاجرة.

فقد أكد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حرمة الأشهر الحرم وعظمتها عند الله وأعلن أن حرمتها تعتبر من أمور الجاهلية التي أقرها الإسلام وحماها واحترمها، حيث كان العرب في جاهليتهم يُعظِّمون هذه الأشهر الحرم ويكفون عن القتال فيها. وهذا يدل على إثم وجريمة المعتدين من الحوثيين الذين يدّعون الإسلام ويرفعون شعاراته، وهم لا يتورعون عن سفك الدماء المعصومة والاعتداء في هذه الأشهر الحرم. كما أكد ـ صلى الله عليه وسلم ـ تحريم المكان، وهو البلد الحرام الذي لا يختلى خلاه ولا يُنفَّر صيدُه ولا يحل فيه الظلم ولا الاعتداء ولو بمجرد الهم ''ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب السعير''.

ثم قرر عليه الصلاة والسلام أن حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم فيما بينهم كحرمة الأيام الحرام في البلد الحرام، ليؤكد بذلك حرمة المسلم عند الله، وأن الاعتداء على دم المسلم أو عرضه أو ماله من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر التي لا يغفرها الله سبحانه، لأن ما اقترفه المسلم من معاص بينه وبين ربه، قد يغفرها الله بالتوبة، إلا ما كان فيه حقوقاً للناس فإن الله لا يغفره بمجرد التوبة. وهذا المبدأ العظيم مما يغفل عنه كثير من الناس، فيجترئون على دماء المسلمين بالقتل أو الجرح، أو أعراضهم بالغيبة أو السب والتشهير والقذف، أو أموالهم بالسلب أو السرقة أو الغش والتحايل أو البيوع والمعاوضات المحرمة. ولا يدرون أنهم بذلك يقترفون أعظم الإثم ويتحملون أكبر الأوزار، التي تحبط ما عملوه من أعمال صالحة وإن كانت كالجبال.

هذا المبدأ العظيم، كاف وحده لإسعاد حياة الناس وحماية حقوقهم من الاعتداء والظلم، والقضاء على الخصومات والمنازعات التي أثقلت كاهل الجهات القضائية والأمنية، وملأت حياة المسلمين بالتشاحن والبغضاء والإحساس بالظلم. وللحديث بقية ـ بإذن الله ـ وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو حسبي ونعم الوكيل.

ويستمر بنا الحديث عن الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مستعرضين ما تضمنته خطبته الشريفة من مبادئ حقوقية ٍ عظيمة جمعها لأمته في ألفاظ ٍ بليغة ٍ موجزة، مع تمام الرحمة والشفقة والحرص على هدايتهم واستقامتهم على نهجه القويم بعد موته إلى قيام الساعة.

المبدأ الثالث: أداء الأمانة

ويشمل ذلك عموم معنى الأمانة لأن هذا اللفظ من الألفاظ العظيمة التي لا يمكن الإحاطة بها في عبارات ٍ موجزة، فالأمانة عموماً تشتمل معنيين:

1- الأمانة بين الإنسان وربه عز وجل. 2- والأمانة بين الإنسان وبين الناس.

فأمانة الإنسان مع ربه تعني عبادته لله وحده لا شريك له، قال الله تعالى: (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ).

ويشمل ذلك الالتزام والتقيد التام بشرع الله - سبحانه-وما فرضه من أحكام.

أما الأمانة بين الإنسان والناس فهي أن يقوم الإنسان بما عليه من حقوق ٍ للخلق سواء ً كانت هذه الحقوق واجبة ً عليه بحكم الشرع ِ ابتداء ً أو كانت واجبة ً عليه بالتزامه بها لغيره بموجب عقود ٍ أو معاهدات ٍ أو وعود.

وسواء ً كانت هذه الحقوق مالية ً، كالنفقة، أوالزكاة، أو ثمن المبيع ونحوها.

أو كانت غير مالية ٍ كبر ِّ الوالدين، أو صلة الأرحامِ أو حسنِ الجوار، أو حق التربية للأولاد، أو حق حسن العشرة بين الزوجين.

وإن أعظم الحقوق الواجبة بين الناس، وأشدها خطراً، الحقوق الواجبة بين الراعي ورعيته، وهو حق ولي الأمر المسلم على رعيته، في طاعته بالمعروف، وتحريم وتجريم الخروج عليه، وكذلك حق الرعية ِ على ولي أمرهم من واجب النصح ِ لهم ورعاية ِ مصلحتهم ِ وإقامة شرع الله بينهم، والتصرف فيهم بما تقتضيه مصلحتهم، فلا يولي عليهم إلا من علمه قوياً أميناً، القوة والأمانة الدينية والدنيوية. ولعظمة هذا الحق فإن علماء المسلمين – رحمهم الله – كانوا يتكلمون عنه في كُتُب ِ العقيدة والتوحيد، مع أنه من مسائل الفقه والحلال والحرام، وفي هذا لفتة ٌ واضحة ٌ إلى تعظيم الشريعة الإسلامية ِ لهذا الأمر وعنايتها به وأنه أساس قيام ِ الدين ِ وبه استقامة الناس على طاعة ِ الله وتحكيم شريعته، ومن دون ِ إمام ٍ مسلم ٍ يسمع ُ له الناس ويطيعون، لا يكون ثم َّ دولة ٌ إسلامية ٌ ولا حكم ٌ بالشريعة.

ومن أهم معاني الوفاء بالعقود المأمور به شرعاً والداخل ِ في عموم أداء الأمانات، أن يكون تنفيذ هذه العقود بحسن ِ نيةٍ وصدقٍ ونُصح، وألا يكون في نية ِ أحد العاقدين، أي إرادة ٍ للغش ِ أو التدليس ِ أو التحايل.

وهذه مسألة ٌ تؤكد ُ عليها القوانين ُ الوضعية، ويوردها المتعاقدون كشرط ٍ في عقودهم، إلا أنها في الشريعة ِ الإسلامية أمانة ٌ أوجب الله الوفاء بها، وتعد مشروطة ً بحكم الشرع ِ وإن لم تذكر في العقد.

ومن صور ِ أداء الأمانة ِ أيضاً قيام الموظفين والمسؤولين بما عليهم من واجبات الوظيفة، وفقاً لما أوجبه ولي الأمر المسلم من أنظمة. وأنه لا يجوز لأي موظف ٍ أو مسؤول أن يتخذ َ من وظيفته وسيلة ً للإثراء والتكسب ِ أو أن يمتنع عن القيام بما عليه من واجبات، إلا بمقابل ٍ يدفعه الناس إليه، أو أن يجعل من وظيفته وسيلة ً لتحقيق مصالحه الشخصية، كأن يستخدم َ صلاحياته لتحقيق أغراض ٍ خاصة، وهذه من أبشع صور الفساد الذي تحاربه الدول والأمم والأنظمة في العالم، وهو مما حاربه الإسلام وجرّمه وشنّع على فاعله في نصوص ٍ كثيرة ٍ مشهورة، إلا أن قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذه الخطبة الشريفة: (فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها). يعد شاملاً لكل ذلك وكافياً للدلالة على كل ِّ أنواع الأمانات ِ العامة ِ والخاصة. وأنه لو قام الناس بأداء أماناتهم لصلحت حياتهم وطابت لهم المعيشة وتحقق لهم الأمن والأمان والعدل والسلام والصلاح والفلاح.

ثالثاً: إبطال وإلغاء الأعراف والتقاليد المخالفة للشريعة الإسلامية

فالكتاب ِ والسنة ُهما الميزان ُ الذي يُعرف ُ به الحق ويتوصل ُ به إلى العدل، وكل ُّ ما خالف الشريعة الإسلامية من أعراف القبائل، أو عادات التجار، أو عمل ِ أهل العصر، كل ُّ ذلك باطل ٌ لا يجوز أن يكون له اعتبار، أو أن تُعارض به أحكام ُ الإسلام.فالعقود والبيوع والمعاملات، كلها خاضعة ٌ لحكم ِ الإسلام، الذي لم يمنع ِ الناس من المعاملات ِ التي فيها مصالحهم، بل وسّع قاعدة َ إباحتها، وجعل الأصل في المعاملات ِ الحل ّ والإباحة، فلا يحرم منها إلا ما دل ّ الدليل من الكتاب ِ والسنة ِ على تحريمه، وكل ُّ من أفتى بتحريم ِ معاملة ٍ أو عقد ٍ أو بيع ٍ أو شرط فهو مطالب ٌ بالدليل، وقد نهى الله - سبحانه - عن القول عليه بغير علم ٍ خاصة ً في تحريم الحلال، وجعل ذلك من الكذب عليه سبحانه، وأوضح أن إثم ذلك عظيم ٌ وخطَرَه كبير, ما يؤكد ُ سعة هذه الشريعة الإسلامية وصلاحيتها لكل ِّ زمان ٍ ومكان ٍ وحال.

رابعاً: تحريم ُ الربا

وهذا المبدأ الحقوقي في جانب المال والاقتصاد والتجارة، من أعظم مبادئ الإسلام التي شدد الله حكمها، وأعلنها في كتابه وعلى لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم، وبيَّنها أشد َّ البيان، وأن صاحب الربا موعود ٌ بالحرب من الله ورسوله، وهذه مسألة معلومة ٌ لكل مسلم ٍ لا يماري فيها إلا معاند ٌ مكابر، وهي مما أجمع عليه المسلمون قديماً وحديثاً، وقد رأينا جميعاً الأزمات المالية التي وقعت فيها دول العالم بسبب اعتمادها على النظام الربوي، وأعلن كثير ٌ من كبار رجال الاقتصاد الغربي، أن النظام َ المالي َّ الإسلامي هو الحل، وهو المخرج من هذه الأزمة.

وكما حرّم الله الربا فقد أبدل المسلمين خيراً وأبرك َ منه، وهو البيع الحلال المبرور المبني على الصدق وعدم ِ الغش.

وشرع الله من الحلول ما يغني عن الربا من قرض ٍ حسن ٍ وإنظار ٍ للمدين المعسر وتكافل ٍ وصدقة ٍ بين المسلمين.

خامساً: التساوي بين الناس أمام حكم الشرع أو القانون

فلا يجوز محاباة ُ أحد ٍ في تطبيق أحكام الشرع أو القانون، ولا يجوز استثناء ُ القوي من القانون وتطبيقه على الضعيف.

وقد أكد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك في خطبته الشريفة ِ حين بدأ بقرابته وأهل بيته في تطبيق ما يأمر به من أحكام، ففي تحريم الربا ووضع ِ ربا الجاهلية ِ قال: (وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب).

وفي وضع ِ دماء الجاهلية قال: (وأول دم أبدأ به دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب).

وهذه قيمة ٌ أساسية، ومبدأ جليل ٌ من مبادئ الإسلام َ تجعل ُ الناس يطمئنون بهذا الدين، ويثقون أنه من عند ِ الله حقاً وصدقاً، لأن الله - سبحانه - ليس بينه وبين أحد نسب ٌ إلا بالتقوى والإيمان. وليس َ أحد ٌ معصوماً أو مستثنى ً من حكم ِ الله وعقوبته ِ إن عصاه ولو كان ذلك رسوله وحبيبه - صلى الله عليه وسلم: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك، لئن أشركت َ ليحبطن َّ عملك ولتكونن من الخاسرين).

وذلك بخلاف ِ الأنظمة الوضعية ِ التي أحاطت بعض فئات المسؤولين أو الموظفين في الدولة بأنواع من الحصانة تميزهم عن غيرهم من الناس.

أما في الإسلام فأكرم ُ الخلق محمد ٌ - صلى الله عليه وسلم، مكّن من القصاص من نفسه.

سادساً: إن الأساس في الجنايات شخصية العقوبة ووجوب إقامة الحدود والعقوبات الشرعية

حيث ألغى - صلى الله عليه وسلم - ما كان سائداً في الجاهلية ِ من أخذ الإنسان بجريمة ِ غيره ِ من باب الثأر ِ والتشفي في الانتقام، والتجاوز ِ والعدوان، بحيث ُ يُقتل أكثر من القاتل، فيقتل معه أبوه أو أخوه أو جمع ٌ من قرابته ِ وعشيرته، لإظهار القوة والانتصار. فأبطل ـ صلى الله عليه وسلم ـ كل َّ دماء الجاهلية وما فيها من ثارات ٍ قبلية. وأوضح أن عقوبة الإسلام في القاتل العمد هي القصاص من القاتل ِ فقط، وأن القتل شبه العمد فيه الدية ُ مائة ٌ من الإبل، ومن زاد فهو من الجاهلية.

وأكد - صلى الله عليه وسلم - هذا المبدأ مرة ً أخرى في الرواية التي جاء فيها قوله:

(ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ألا لا يجني جان على ولده ولا مولود على والده).

سابعاً: تأكيد حق المرأة في الحياة ِ الكريمة ِ واستقلال ِ شخصيتها ورعاية حقها

وهذا المبدأ مما لا يحتاج ُ إلى بيان ٍ أو إيضاح، حيث تضافرت على تأكيده نصوص الشريعة ِ الإسلامية، فأعطت للمرأة الحق الكامل في مساواتها بالرجل في التكاليف والواجبات، إلا ما اقتضت خصوصية فطرتها أن تنفرد به من أحكام ٍ تبعاً لفطرتها، وأن الإسلام قد ضمن للمرأة الحياة الكريمة، والاستقلال في الشخصية، بحيث ُ فرض لها الميراث والنفقة وأعطاها حق الملكية والتصرف من بيع ٍ أو شراء ٍ أو تجارة. وكل ما تحتاج إليه في حياتها الطبيعية كالرجل تماماً.

بل أوصى الرجل بها خيراً وأوجب لها حقوقاً عليه، كما أوجب له حقوقاً عليها. وفي تشريع هذه الأحكام ِ أيضاً تأكيد ٌ لعناية الإسلام ِ بتكوين الأسرة، وأنها المحضن الطبيعي للإنسان، والعنصر الأساس لكل مجتمع ٍ ودولة ونظام حياة.

ثامناً: تحريم وإبطال كل صور الوصايا الجائرة

تاسعاً: وجوب المحافظة على الأنساب وتحريم التعدي عليها أو السعي للعبث بها

وذلك بتحريم الزنا، وأن الولد يُنسب للزوج صاحب الفراش، وتحريم انتساب الرجل لغير أبيه ولعن من فعل ذلك والتشديد في عقوبته.

عاشراً: وجوب طاعة ولي الأمر المسلم في المعروف حتى إن كان عبداً أسود مجدوع الأنف، ما دام يحكم بكتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم.

وسبق بيان ذلك أول هذا المقال.

وأخيراً أختم بما قاله الكاتب البريطاني (هربرت جورج) عن خطبة الوداع إذ قال: “حجَّ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - حجةَ الوداعِ من المدينة إلى مكة قبل وفاته بعام، وعند ذاك ألقى على شَعبِه موعِظةً عظيمة؛ إنَّ أولَ فقرةٍ فيها تَجْرِفُ أمامها كلَّ ما بين المسلمين من نَهبٍ وسَلبٍ ومن ثاراتِ ودماء، وتجعلُ الفقرةُ الأخيرة منها الزنجيَّ المؤمنَ عِدلاً للخليفة. إنها أسَّسَت في العالَمِ تقاليدَ عظيمةً للتعامُلِ العادل الكريم، وإنها لتنفخُ في الناسِ رُوحَ الكرمِ والسماحة، كما أنها إنسانيةُ السِّمةِ مُمكِنةُ التنفيذِ؛ فإنها خَلقَت جماعةً إنسانيةً يُقَلِّلُ ما فيها مما يَغمُرُ الدنيا من قَسوةٍ وظُلمٍ اجتماعيٍّ عما في أيِّ جماعة أخرى سبقَتها'' (معالم تاريخ الإنسانية لولز 3/640-641.).

فاللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا ونبينا محمد وآله وأزواجه وأصحابه جميعاً والحمد لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alra2i.yoo7.com
زهرة العروبه




عدد المساهمات : 62
تاريخ التسجيل : 20/04/2011

خطبة الوداع Empty
مُساهمةموضوع: موضوع ردا   خطبة الوداع Emptyالسبت يونيو 11, 2011 8:11 pm

صلي الله عليه وسلم
بارك الله لك اخي رامي
وجزاكم الله عنا خيرا
تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد السباعى

محمد السباعى


عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 23/05/2011
العمر : 25
الموقع : طنطا

خطبة الوداع Empty
مُساهمةموضوع: شكرااااااااااااااااااا   خطبة الوداع Emptyالأحد يونيو 12, 2011 6:07 am

شكرا على هذا الموضوع الجميل تقبلى مرورى البسيط اخوك محمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة الوداع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الرأى الاخر :: مـنــتـــــدى نصر رسول الله :: رسول الله صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: